تعاني شركة دلتا إيرلاينز الأمريكية من عمليات إلغاء للرحلات الجوية بشكل غير مسبوق، حيث تحاول تجاوز تبعات الخلل التقني الذي طال خدمات مايكروسوفت والذي بدأ يوم الجمعة. وتفصيلاً، ألغت شركة الطيران التي يقع مقرها في أتلانتا أكثر من 4600 رحلة جوية من الجمعة إلى الأحد، متجاوزة أي شركة طيران أخرى، كما اضطرت إلى إلغاء 550 رحلة إضافية مع مطلع يوم الاثنين، وهو ما يشكّل 15% من عملياتها الرئيسية، وقد وضعت الاضطرابات المستمرة شركة دلتا في دائرة الضوء بسبب ما تحظى بها من معاييرعالية عادةً من حيث الموثوقية والالتزام بالمواعيد.
وقد أدى الخلل التقني، الذي يقال إنه مرتبط بمشكلات في أدوات مايكروسوفت، إلى حدوث فوضى في المطارات وتأخير كبير للمسافرين في جميع أنحاء العالم. وكان تعاطي شركة دلتا لتجاوز مع هذا العطل أبطأ بشكل ملحوظ مقارنة بالعديد من منافسيها، حيث أبلغت الخطوط الجوية الأمريكية، على سبيل المثال، عن عملية شبه طبيعية بحلول يوم السبت.
من جانبه، قدم “إد باستيان” الرئيس التنفيذي لشركة دلتا، اعتذارًا للمسافرين الذين تأخرت رحلاتهم، وعرض عليهم أميال المسافر الدائم كتعويض. وفي بيان تناول الاضطرابات، أقر باستيان بالصعوبات التي يواجهها الركاب وأكد لهم أن الشركة تعمل جاهدة لمعالجة هذه المشكلات. وصرح باستيان قائلاً: “تعمل شركة دلتا على ربط مدن العالم، ونحن نتفهم مدى صعوبة الأمر عندما تتعطل رحلات الطيران”.
وانتقد وزير النقل بيت بوتيجيج طريقة شركة دلتا في التعامل مع الموقف، مشيراً إلى شكاوى خدمة العملاء الهائلة وطالب الشركة بتقديم المبالغ المستردة بشكل سريع والسداد في الوقت المناسب للمسافرين المتضررين. وفي بيان عبر البريد الالكتروني، أكد بوتيجيج على حاجة شركة دلتا لتقديم المساعدة الكافية لخدمة العملاء وتعويض المسافرين ما تكبدوه من نفقات نتيجة هذه الاضطرابات.
وكان خلل تقني يعتقد أنه مرتبط بتحديث أحد برامج مايكروسوفت، قد أثر بشدة على عمليات دلتا ايرلابنز، حيث كانت إحدى الأدوات المتأثرة هي نظام تتبع الطاقم الذي عانى كثيراً لتنسيق هذا الكمّ غير المسبوق من التغييرات. وقد أثارت هذه المشكلة مقارنات مع التحديات التشغيلية التي عانت منها شركة Southwest Airlines في نهاية عام 2022، عندما واجهت تأخيرات طويلة بسبب سوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء.
وفي سياق متصل، شهدت شركة يونايتد إيرلاينز أيضاً اضطرابات يوم الأحد، حيث تم إلغاء 9% من رحلاتها، أو ما يقرب من 260 رحلة جوية. ومع ذلك، كانت الاضطرابات التي واجهتها يونايتد أقل اتساعًا مقارنة بالتحديات المستمرة التي تواجهها دلتا. ولم يؤثر الخلل التقني المرتبط بشركة مايكروسوفت، على شركات الطيران فحسب، بل أثر أيضًا على البنوك والمستشفيات. ويؤكد الطابع العالمي لهذا الاضطراب على ضعف الأنظمة المترابطة والتأثيرات المتتالية التي يمكن أن تحدثها مثل هذه الإخفاقات في مختلف الصناعات.
وقد اتخذت شركة دلتا خطوات للحد من تأثير هذه الاضطرابات من خلال تقديم أجور إضافية للمضيفات لتغطية نوبات العمل والاتصال ببعض الموظفين على هواتفهم الشخصية. وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن ارتفاع الطلب خلال إحدى فترات ذروة الصيف جعل من الصعب على الشركة إعادة عمليات الحجز للمسافرين المتضررين على الفور. وبينما تواصل شركة دلتا جهودها للتعافي، تخضع للتدقيق من كل من الهيئات العامة والتنظيمية، مع وجود تساؤلات كبيرة حول قدرتها على التعامل مع مثل هذه الاضطرابات بشكل فعال والتزامها بخدمة الركاب والتعويضات.